Friday, 27 December 2013

لَازلتُ أترَقَب








رِسَالةُ مِن الزّهرِ
ودمعِ قَهر
وحبٍ وجَبَ علَيهِ الضّجَر
وَدُنيَا عَاريَة لَا تُقاتِلُ إلا البَشَر 
مثْلمَا يَحْدُثُ فِي قُبُور أجْدَادِي 
لَا ألتقِي بِهِم فِي حلمِي 
إلا ويَكِيلونَ ليَ اللّعناتِ
أينَ وطَنِي ؟!
ههه
مُضحِك 
أنَا لَا أرانِي ..!!
ولا أعرفُ لِي وطناً 
يَا تُرَى أيْنِي ؟!
مِنْ أمجَادكُم البهيّةِ 
ومسّ ذِكرَاكُم 
أصَارِعُ نفسِي 
حوّاءُ في قَبْرِهَا تَلعنُ
وجَامَع ليسَ بأقلِ منهَا 
والمُتسببُ في مُوتِهِم يلعَنُ 
لمْ أبقَى إلا أنا لكَي ألعَن 
وأُلعَن ...!!
قَد عَرفتُ الليّنَاتِ
وأتْعَبتُ الصّعُوبَاتِ
ودَعُوتُ الله لكَي يَرحَم
لَا عشبُ ولا حَصَى 
فقَط قلبٌ بالآلامِ اكتَوىَ
أعتَرفُ أخْفَقْتُ ولا أُريدُ أنْ أرَى 
لَا المُدُنَ ولا حتَى القُرى 
أكْتُبُ فِي عُروقِ السّحَابِ أنّي اكتَفيتُ منَ الأسَى 
ءَأنَا مَحْرُومَةٌ مِن هَواجِسِي يا تُرى؟
كيفَ لِي أنْ أرى وطنِي 
دونَ التِيهِ بالوَادِي 
دونَ الإحتيَاجِ لشَيطانِ يُؤانِسنِي
دُونَ اسِتَعارَةِ دمِي 
وخيَالٍ كشأنِ الأمَانِي 
لَا يتحَقق
ولا يَطرقُ بابَ مأتَمِي
مَا بَرحتُ سمَاعَ الأغانِي 
وهيَ تحْكِي 
عَن مجَد 
عَن أحلَام 
عَن صُومالٍ كاَنت تُحْيِي
عَن أطفَالِ عَاشَو بالأمانِ 
وشيُوخٍ حَافظُو علَى أرضِي 
وحِجَارةُ كَانَت كلّ المَعَاني
.
.
.
لَا زِلتُ أترُقّب وأعِيشُ أحلامِي 
وأيِقِنُ أنَ هُناكَ عَودَةُ لـ صُومالِي....

أيِنَ اعتِذَارِي؟!








أينَ اعتِذُارُكِ يَا ربِيع ؟! 
أينَ افْتِقَارُكِ للصَّديقِ؟!
.
.
.
إلَى أُنَاسٍ لَم يَعرِفُو حقَّ الحيَاةِ ,
إلى مَنْ سألُونِي عَنْ اعتِذَارِي !
إلَى أرْوَاحٍ تَخَلَّت عَن مَنْصَبِ الإكْتِمَال !
إلَى أمواتٍ عَانَقَت جثْمَانَهُم رمَلاً قَاحلاً ,
إلَى آيَةٍ قرأتَُها دونَ اسْتيْعَابٍ .
إنّي أعْتَذِر
.
.
.

بِفسْحَةِ القُلُوب المُحِبَّةِ 
وعبَقُهَا الفَوَّاحِ 
ووَردَةِ تُوسِدُ مدَاخِلَ الأحْزانِ 
وخَضرَةٍ غَنيَّةٍ بالجَمالِ 
هَل ثَمة جَمَالُ أوْ وصْفٌ مَنسِيٍّ لمْ أَقُلهُ؟! 
إنّي أعْتَذِر 
.
.
.
دعُونَا مِن هذَا الكَلام 
ولنُفرِغ كَأسَ الوِئَامِ
ولْنَدَعْ آفَةُ اللآلَامِ 
مُستَقِرَةً 
مُودَّعَةً 
عِنْدَ كلّ فَقِيرِ اكتِمَال 
ودَعُونِي 
دونَ انتِمَاء 
دُونَ اعتِذارِ 
دُونَ اكتِئَاب
دونَ احتِيَاجٍ لكَلْبٍ مَرفُوعَ المَقَامِ 
إنّي أعْتَذِر 
.
.
.
تعَال ورَافِقنِي رحْلَة بأسوأ قطَار
لأعْلِنَ عَن اعتِذارِي!
إنّي أعْتَذِر 
.
.
.
أينَ اعتِذُارُكِ يَا ربِيع ؟! 
أينَ افْتِقَارُكِ للصَّديقِ؟!
إنّي أعْتَذِر.

سأهديكَ خلسة بعضُ ذاك الرّمل.












عزَاءُ تلكَ النّفوس الكريمَةِ قد إنتهَت
لا الصّور شفافةٌ كمَا سبَق

ولا التّقليدُ روّجَ نسلْ العَرب
وأرضِي شحيحَةٌ غرّها الأمَل 
عفّتها روّعت ليَالِي الشغب 
قبلَ العشرينَ عام والسنّة
أذابتْ في رملِها دماءَ العجّم 
شَهدت مهزَلةً
موجَاتٌ مِن المكّائدِ
مصيبَةٌ بالجنونِ والسقَم 
يقُولون قد خسِرتِ الصّومال 
ولا أدرِي لهمْ وطنْ
في الحقِيقة
خسِرتِ النّفوس 
ودفَنَتِ الأطفال 
ودمّرت البيُوت 
لكِن
خسِئْتَ فلا زالَ هناكَ أملْ
سأهديكَ خِلسةً بعضٌ من ذَاك الرّمل 
وصورةٌ لذاكَ العلَم 
ولكنْ لساعَةٍ من الزّمن 
فلا أنَا ولَا إخوتِي نكتفِي 
مِن رحيقٍ يسوقهَا العزَم 
فخيَالُ الحِقدِ قدْ رحلَ
وحقِيقةُ الصّومال فِي القَلبِ قَد حُفِظْ