ماذا أقول عن كتاب هذا النَّهار المبهرِ ..! أحببَنِي بالسّمر الطَوال .. وحمَّسنِي للتعرَّف على الشّعرِ الصّومالي الذي لم أهتمَّ بهِ يوماَ - إنها واحدة من سيئاتي التي لا تعدّ - أدهَشنِي ذاك الحبّ الذي يحملهُ الكاتبِ لأمهِ - مثلي - عاكساً أخي المشاكس ! مع العلم أن نفسِي ضاقت بسبب إهمالاتهِ لأمي معتقدةً بأن الشَّباب كلهُم سواسيه ..! شكراً محمد - أخي يدعى أيضاً محمد - لتصحيحكَ نظريتي الخاطئة المتواضعة ...
تارةً تعلُو الإبتسامة وجهِي وتارةً يعتصر قلبِي من الألم .. حين ذكراهُ لحربٍ أبادت نصفَ إخوانِي .. وحين ذكرى الجدِ الحبيب لا أدري لمَ تذكّرت جدّي الذي لم أراه إلا مرةً واحدة رغم حبهِ الشديد لأبناء ولدهِ عمر - والدي الحبيب - فقط دون غيرهِ من الأولاد!
ولمْ ينسيني يومي السيء غير تلكَ القصّة الظريفة للمدّعي بجهلهِ باللغة العربية ..! كم أحببت هذه الفقرة ..! وكم أتعبتني غيرها مثل قصص الكــ - ماعلينا - ثمة دخانٌ يتصاعدُ من رأسي لا أدري لمَ ...!
يومِي كان سيئاً جداً بسبب الإزدحام ونشاط إخوتي الأحباب والملاهِي الذي لا يكاد يبين ..! والبرد القارص المفاجئ العجيب هذا الصّيف في هولندا ...! والكتاب كان كالشّمس لي في هذا النّهار فحين ظهورها يغيب اللّيل كما غابت كلّ معالم الإرهاق من تلكَ الثعالب ذات الرؤوس الشقراء ..!
إختلست النظر وتخيلت بأنني فعلت مثل أمه.. بخوفهِ من القطط بأخي - محمد - الذي لا يكاد يراها إلا ويستعيذ بالله منها .. أجنحةُ الكتاب مرسومةٌ بدقة وجمال يفوق الخيال .. من قصة الصحّابي الجليل -رضي الله عنهُ وأرضاه-وإلى الذين جاءو المدينة هرباً من شيء آخر - مثلي - .. رمّم هذا الكتَابُ وحدتي .. - آه نسيت - كانت هناك معادلة عجيبة في الكتاب ولانّي بتُّ أتهرّب من سيَرِ الزواج مثّلتُ بأنّي لا أفهم فيها - جرِيت - .. بوردة قاتمة مغرومة بالأعاجيب !
إضاءة ناصعة البياض تشبّثت بينَ السّطور .. والكلمات تتساقط كالقطرات .. ثمة جباهٌ ذليلة - كجباهي - تفتخر فيهِ -يالهُ من كاتبْ-.. فبارك الله في هذا الكاتبِ وجعل الحِلم والنجاح ومطارق ملوّنة مليئة بالعلم والفهْم حليفهُ ..!
مازلتُ لا أفهَم لمَ إختار الكاتب كركاس بالذات ..!
>>> وبعد نهَايتِي من الكتَاب مازال إخوتي الكرام يلعبون - بطارية متخلصش أصلية - حفظهم الباري وعفا عن والداي الحبيبان. هذه حالتِي ..مازلتُ أعانِي بسبب سهرِي .. ورغم جنون الصغار ها أنذا أنام في الحديقة...!