Sunday 2 June 2013

قصّة هَل يَا تُرى أبتاعُ حلماً؟!.... الفصل الخَامس

كَانَ في غُرفتِه يعدّ الدّقائِقَ والسّاعاتِ منتظراً موعِدَ العشّاءِ ليقَابِلَهَا . عشاءً في طاوِلة تضمّ العَشَراتِ من الوُجوهِ النّامية المشمَئزّة ! فقط ليلمَحَ وجههَا ويبَادلَها كلمَتينِ علّها تهدئُ لهيبَ قلبِهِ . يكشفُ عَليهِ الموتُ كلّ يومٍ بزياراتِ القوّادِ وغيظِهِم ضدّه ! يفكّر بحالِهِ فإذا المشَاعِر التي تنبَعُ من داخِلِ أوردَتِهِ أكبرُ وأحرقُ وأقسَى من المَوتِ نفْسُهُ ! في الحقِيقةِ هوّ في هذا البَلاءِ مدّة شهر ! نظرةٌ في الشّروقِ بجانِبِ النّهرِ ونظرةٌ في اللّيل على طاولَة العشّاء وربّما صاحبهَا بعضُ المرّات كلمتَانِ ( مرحباً ..... كيف حالُكَ اليومَ؟....) .
تُحاصِرهُ الدّنيَا ولَم يبقَ فيهِ إلا العذَاب في ضفَافِ قلبِهِ المشؤومِ الحظّ سَارَ للصّالةِ الكبِيرةِ ولم يختَلف قلبُه عن عقلِهِ هذا المساءَ ! فحينَ ما يحبّ المرءُ لن يَعودَ للتئأنّي وجود............!


القرارُ السّمح ........!


دخَلَ لغرفةِ صَاحب القصرِ محيياً لهُ وبادلهُ بعضُ المزاحِ للشّيخ السَّمح فإذا بصوتِ إنفجَارٍ ما يأتِي مِن البَابِ الرّئيسيّ خرَجَ الجَميعُ لتفقّد الوضعِ عَدا الشيخ الطاعِن والضّيف الخائِفِ الذي لم تُصادفُه مثلَ هذه المواقِفِ .
وبعدَ نصفِ ساعةٍ من الإنفجارِِ دخَلَ قائدُ الحَرسِ للغرفَة التي عمّا الهدوءُ والتّرقُبُ وقلبُ جون أعلنَ عن إستسلامِهِ للرّعبِ والقدَر المميتُ فسألُه قلبُه ترى من سيُدفنُ هنا؟!!!!! 
دخَلَ القائدُ بخطواتٍ متثاقلةِ وعيونُه لا تكَادُ ترتَفِعُ من الأرضِ فجأء صوتُ الشّيخِ كالطّوفانِ وهو يتعَرَّق من ؟ من؟ قلّ من ماتَ؟! فردّ عليهِ بصوتٍ باكِي لم بتركُو شيئاً للطَيّبينَ وأوْلدُو عصراً يتهَامسُ فيهِ الجَميعُ بالتّهمِ أرجوكَ يا سيّدي لا تجزَع وحدّه الخالِقُ يعرفُ الفَاعِل ! هُم يُتقِنونَ القتَل والمؤامَرَاتِ وهي كَانَت تُتقِن الرّحمة الكَافيةِ ( إنّها عَربةُ إبنَتكَ !) .

فعمّ الهُدوء لبرهةِ حتّى بدأت تأوهاتِ الشّيخِ معلنناً إنهيَارُهُ المجلجِل والأطبّاءُ يحُومُون فوقً رأسِهِ وتآكَل الشّهيقُ في قلبِ جون أهُو ميّت أم شِبهُ ميّت أم هوَ بالطّريقِ للسيّد موت؟! .............لا أحدّ يعلم 

هناكَ لحظَات يجفّ الكلمُ على اللّسانِ فتتآكلُ الآهاتُ داخلَ روحِ الإنسانِ الغيرِ واعِي بأنه فقط ضيفٌ وأنّ الدّنيا لا يُعتَمَدُ عليهَا ! أنّ نَكونَ أوّل الميتينَ أو آخرهُم لن يبلل الرّيق ولن يغرِقَ موجَ البُكَاءِ ! والإنتظَارُ لإغتصَابِ الوَقتِ أو تَركِ الجُناة للمآثمِ على الحياةِ أو حتّى تفكيك روحِ الهَزيمة لن تُعيد ولن تعلّم ! ( قلّ لمَن تحبّ إننّي أحبكَ قبلَ فواتِ الأوانِ )

No comments:

Post a Comment