Sunday 2 June 2013

قصّة هَل يَا تُرى أبتاعُ حلماً؟!.... الفصْل السّادس

الحقيقة :-

سحابٌ من الأحزانِ والقلَقِ كانَت تملئ قصَر المَلكِ منذ تلكَ الحَادثَةِ الّتي مرّ عليهَا شهرٌ كامِل وحالَةُ الشَيخِ تَزدادُ سوءاً يوماً بعدَ يوم ! ويَرقَةُ الحبّ التِي نبَتَت في قلبِ جون قَد عكّرهَا القَدرُ وقَضَى عليْهَا . كَان التّجاوبُ بينَ قلبِهِ وعقلِهِ قَد بدأ بالتّجاذب لكِن يا تُرى مَن المٌلامٌ؟! 
إتّجهَ نحوَ غرْفَة الشّيخِ ليَرفَع عنْهُ بعَضاً من الهُمومِ وكانَ العَجوزِ كعَادتِهِ هَادئاً ووَجهُهُ متَسربِلٌ بغمُوضٍ مذهِل ! بعَد سَاعَة من السّكوتِ جَاءَ صوتُهُ مُرتجفاً وقَائلاً لَم تمُت فوقَعت فِي نفْسِهِ أنّ الشّيخَ قَد جنّ لكِن صوتِ القلبِ أجبَرَهُ على صِدقِ الكلِمةِ فسأله بصوتِ خانقٍِ مّن ؟؟! فجَاءَه الجَواب الذي هزّ الكَونَ تحتَ أقدَامِه أنّ ابنَتَهُ عائِشة ولَم تمُت فِي الحَادثَةِ ! فَابْرَزَت عيُونَهَ الشَّوق والحَنين لهَا فمَا كان منهُ إلا أن بكَى في حِجرِ الشّيخِ معتقداً أنّ الشّيخ بدَاَ باللّجُوءِ إلا رفعِ معنَويّاتِهِ المحضّمةِ جرّاء مَنْ خسِرهَا ! رفَضَ تركض البَيتِ لأجلِ هذَا الشّيخ وذكرَاهَا فإلى متَى يا تُرى؟! 

مضَى النّهار بشكْلِهِ المُعتَادِ بأجواءٍ خَالية من بِسَمَاتِ الجَميع ( لَو سُمحَ لِي لأصطحَبتُكَ معِي يَا شَيخ ) كانِت تَترَدّدُ في عقلِهِ وهُو قربَ النّهر والهَواءُ البَاردُ لَفَحَ جسمَهُ أطلَقَ زفرةً ميؤُوسةٌ ( هَل تُفكّر بشيءٍ معيّن ؟ ولمَ هذَا الحُزن؟ لا تَقل بسَبَبِي؟!) كانَت الكلمَاتُ كوقعِ الحُلمِ بلَ كخيَالِ مُبالغٌ فيهِ فبكَى القلبُ مِن ضَعفِ الإنسَانِ إلا أن أزَاحُ الهَواءُ ذلكَ الرّداء عن جسمٍ كانَ واقفاً خلفَهُ فنَظرَ نظرة معتّمة ويديهِ ترتَجفَانِ ( يالله إنني بدأتُ بالهَلوسَةِ كالعَجوزِ ! ) لَن تخفَى عَليهِ تلكَ البسْمةُ إنهَا بسمَتهَا فتلاعَبَت موجَاتُ الغيرُ مصدّقَةِ فِي قلبِهِ فجَاءتْ نظَرَاتُها حَادةٌ كغيرِ العَادة وصوتُهَا لا يحمِلُ أي رحمَة ( جون ! مابكَ أهنَاكَ شبحٌ خلفِي أم أن خبرَ موتِي أثّر فيكَ إلا هذا الحدّ؟! ) وبعدَ دقيقةِ إستجمَع قواهُ ليتكّلم فما كانَ منهَ إلا إحتضَانِهَا معبِّراً عن شغفٍ باتَ يؤرِّقُهُ منذُ شهر ! غَرقُو بالمحَادثةِ وبدأت هيَ بشرْحَها لموضُوعِ الإنفجارِ وبأن كلّ شيء كانَ مخططاً من قِبلِِ خطيبِهَا ( مؤامرَةَ قَتلِي قَد عرفتُ بهَا نفسَ النّهار بعدَ أن أخبَرنِي صديقُهُ المُقرّب بذلكَ لمعرِفتِهِ بالعَدالةِ التي سَوفَ يعيشُها شَعِبِي تحتِ حُكمِي وبالظّلمِ الذِي سَيشهَدهَا الكلّ تحتَ حكمِهِ فهُو صديقُهُ العَالمُ بكلّ خطَطِهِ ! ولذلكَ خطّطتُ أنا للهُروبِ من المصنَعِ ذاكَ اليومِ دون علمِهِ وهَا أنا ذا , مازلتُ حيّة قلّ لي كيفَ حالُ أبي فقَد إشتقتُ له كثيراً ؟!) كأنّه يتعرّفُ عليهَا لأوّل مرّة وكأنَّها كَائنُ مختَلِف ( إنّه بخيرِ لكِنه مشتَاق لكِ وعَانَى كثيراً في غيابكِ ! هَل كانَ ملزوماً عليكِ لتعذّبينَا هكذا؟!) فقالت له مبتسمة ( إنني آسفة قَد زرتُكُم بعدَ أسبوعٍ من الحَادِثةِ وراقبْتُكَ وقتَهأ كبّلتُ كلّ حاسَة قلقِ عليهِ شكراً لكَ جون على رعايَتِكَ لهُ , أنَا أشّك أنّه صدّق قصّة وفَاتِي ! لا أدري لم لكنّني أشكّ !) ...........!

جَاء الصّباحُ ليدفَعَ الفضُولَ والدّهشة في وجُوهِ الخَدَم لحظَة دخُول صاحِبة الشّعر المَخمليّ مُنتظمَةَ المشيِ ألجَمتهُم المفاجأة الغَير مصدّقة شعرَت برهبةٍ لحظة وقُوفهَا أمامَ الشّيخِ فماكَانَ منهَا إلا الغرَق بدموعٍ لم يعهَدهَا جون من قبلُ لحظَات أرغَمَت علَى الجَبَلِ البَكاء مضَت . ( علِمتُ بأنّكِ لم تَموتِي وأنّه كانَ مجرّد فلمٍ لم فعلتِ ذلكَ ي عزيِزتي ألأنكِ شكّكتِ بمحبّتِي لكِ؟!) قالَ لهَا باكياً فالتَزَمتِ الصَمت وأطلَقتِ العنَان لدمُوعِها فشرَحَ جون للشّيخ جلّ القصّة حتّى هدأ وقال لها مرةً أخرَى ( لقد إشتقْتُ لكِ يَا صغِيرتِي ) 

No comments:

Post a Comment